يعكف باحثون من عدة تخصصات بمركز البحث في العلوم الصيدالنية بقسنطينة على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي للتشخيص انطالقا من الصور الطبية، حيث وصلت دقة نتائجه األولية إلى نسبة 87 بالمئة، في وقت يدعو فيه المختصون إلى اإلحاطة بمختلف الجوانب الخاصة بالذكاء االصطناعي .من النواحي القانونية واألخالقية والعلمية ونظم أمس مركز البحث في العلوم الصيدالنية وجامعة اإلخوة منتوري بقسنطينة يوما دراسيا حول »استغالل الذكاء االصطناعي في تصميم األدوية والتشخيص الطبي«، حيث تحدث فيه المتدخلون عن دور الذكاء االصطناعي في مجال المعلوماتية الحيوية، على غرار إشارة مسير الجلسة إلى أنه ساعد في إنجاز اللقاح المضاد لكوفيد19- في ظرف سنة واحدة عوضا عن المدة الطويلة التي تستغرقها عملية تطوير لقاح، في حين ألقى الدكتور محمد نجيب .بوفنارة المداخلة األولى، التي تحدث فيها عن دور الذكاء االصطناعي في التشخيص الطبي وتطرق المتدخل في الفقرة الخاصة به إلى برنامج »شات جي بي تي«، حيث قدم نماذج من عمليات محاولة تشخيص طبي أجراها البرنامج بعد تقديم معطيات له حول حالة مرضية نموذجية، في حين نبه أّن الُمفارقة تكمن في أنه لم يبرمج أبدا على إجراء التشخيص الطبي. وأوضح المتحدث أن الذكاء .االصطناعي ال يعوض الطبيب في التشخيص، كما أكد أن قدراته كبيرة لكن ينبغي التعامل معها بحذر، فضال عن ضرورة أخذ محدوديته بعين االعتبار وصرح لنا الدكتور بوفنارة أن العديد من أنظمة الذكاء االصطناعي تستعمل في التشخيص في الوقت الحالي، مؤكدا أن االعتماد عليها يكلف أقل بعشر مرات، في حين اعتبر أن الكثير من المسائل األخالقية تحيط بالذكاء االصطناعي في المجال الطبي وقد تشكل كبحا حقيقيا لالعتماد عليه. وقد نبه محدثنا إلى الجانب القانوني أيضا لالعتماد على الذكاء االصطناعي في المجال الطبي حول المسؤولية في حال وقوع أخطاء. وقد اعتبر أن االعتماد على الذكاء االصطناعي في الطب ما زال شبه منعدم في الجزائر، لكنه أكد أن األمر في بدايته، حيث ينبغي أن ينطلق من جمع المعطيات الجزائرية، وهو ما ال يمكن .أن يتم إال على مستوى وطني وشدد نفس المصدر أنه من غير الممكن مشاركة المعطيات الطبية في تخزين سحابي أجنبي، حيث اعتبر »أننا وصلنا إلى مرحلة تتطلب منا أن نقوم بذلك بأنفسنا«، بينما أكد أن تركيز اهتمامه البحثي في التشخيص بالذكاء االصطناعي على الصور الطبية يعود إلى توفر معطيات يمكن جمعها، أين يحصل عليها المرضى في العيادات في أقراص مضغوطة، ما يسمح بالشروع في إنجاز قواعد بيانات خاصة بها. وقال نفس المصدر إنه يعمل في مركز البحث في العلوم الصيدالنية، ضمن فريق متعدد التخصصات، على مشروع إنشاء قاعدة بيانات للصور الطبية ومشروع التشخيص المبكر لمرض الزهايمر، .بينما أوضح أن فرقا أخرى في المركز تعمل على تصميم األدوية وغيرها وانطلق مشروع إنشاء قاعدة بيانات الصور الطبية في المركز منذ حوالي سنة، حيث وصلت النتائج األولية لدقة التشخيص إلى نسبة 87 بالمئة، منبها أنها نتائج بحثية فقط، رغم أنها »واعدة ومشجعة«، مثلما قال الدكتور بوفنارة، لكن قاعدة البيانات تستوجب مزيدا من اإلثراء، بحسبه. وقد ذكر محدثنا في مداخلته أن التقنية المستخدمة في مركز البحث في العلوم الصيدالنية تقوم على دمج الصور الطبية مع الملفات العيادية للمرضى، حيث تم العمل على جمع 6300 صورة طبية، بينما اعتبر أنها تظل كمية غير كافية من أجل تأكيد فعالية النموذج، رغم تأكيده أن فريق البحث استطاع بناء نموذج قاعدي قابل .للعمل في الوقت الحالي وعرف اليوم الدراسي نقاشا بين الحضور، حيث تحدث فيه عميد معهد البيطرة، البروفيسور الحاسن برارحي، عن أن التشخيص العادي يقوم على التفكير في الحالة المرضية، مشيرا إلى وجود الكثير من األمراض المختلفة ذات األعراض المتشابهة، بينما تطرق متدخل آخر إلى التكلفة واألخالقيات وجانب حماية المعطيات الشخصية. وتحدث نائب مدير جامعة اإلخوة منتوري، الدكتور حمزة شهيلي، عن انعدام قواعد البيانات الجينية واختبارات التسلسل .الجيني، داعيا إلى التفكير فيما يمكن القيام به لتطوير هذا المجال من جهة أخرى، أوضح البروفيسور عبد الحميد جكون، مدير مركز البحث في العلوم الصيدالنية بقسنطينة، أن المركز يقوم بمشاريع بحثية في خدمة الصناعة الصيدالنية، على غرار المنتجين الجديدين اللذين طورهما بالتعاون مع مؤسسة خاصة إلنتاج األدوية بقسنطينة، كما يعمل مع شركاء في ميدان .الصيدلة ;البحث من داخل وخارج الوطن وأوضح البروفيسور جكون أن المركز حديث النشأة، لذلك يسعى إلى تجنيد الكفاءات، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم مشاريع جديدة خالل األشهر القادمة، حيث يعكف المركز حاليا على مشروعي بحث، أحدهما يقوم على استخراج الجيالتين، بينما يتم العمل على الثاني بالتنسيق مع جامعة عنابة ومعهد التغذية والتغذي لجامعة اإلخوة منتوري من أجل استخراج الكيتوزان من السرطان األزرق، حيث أشار إلى أن هذه المادة تستعمل في صنع األدوية والمكمالت الغذائية. وأضاف نفس المصدر أن المركز يعمل على مشروع بحث مع مخبر »فيز« األلماني حول ورم القولون، باإلضافة إلى مشروع مع طرف صيني .حول نوعية الهواء والصحة أما بالنسبة لوضع المكمل الغذائي والمرهم اللذين تم تطويرهما مع مخبر خاص في الّسوق، فقد أوضح البروفيسور أن المركز أجرى أبحاثه حول التركيبة وقام بإجراء التحاليل الالزمة لها، فضال عن النشاط البيولوجي للمنتج ودراسة علمية حوله، بينما أكد أن المركز سيستفيد بدوره من المنتج عند تسويقه. ح سامي